”سوزان بريسو”..عين وقلب عميد الأدب العربي
الأكثر مشاهدة
"بدونكِ أشعر أني أعمى حقًا، أما وأنا معكِ، فإني أتوصل إلى الشعُور بكل شيء و أني أمتزج بكل الأشياء التي تحيط بِي "، خرجت هذه الكلمات من عميد الأدب العربي ثناء وشكرًا لمبصرته التي كان يرى الدنيا بها "سوزان بريستو"، والتي استمرت معه لمدة 60 عامًا.
ولدت سوزان بريسو في فرنسا سنة ١٨٩٥م، ونشأت في عائلة متدينة فرنسيةً كاثوليكية، عملت بالتدريس فترة قصيرة، حيث تسببت الحرب العالمية الأولى في تهجيرها مع عائلتها إلى مدينة "مونبلييه" في جنوب فرنسا.
عام 1915 كانت بداية معرفتها بعميد الأدب العربي، فكان طه حسين كفيف يحتاج من يقرأ له الكتب والمراجع التي تساعده على إتمام دراسته، وتزوجها عام 1917، فلم يفرق بين حبهم اللغة والدين والثقافة، وعن طريقها استطاع تعلم الفرنسية واللاتينية واليونانية، فقد كانت تقرأ له الأشعار والكتب حتى وفاته عام ١٩٧٣م.
في بداية الأمر قوبل الزواج برفض عائلة سوزان، ولكن صممت على الزواج من طه حسين، رغم رفض عائلتها القاطع، وكان لتدخل عمها لصالحها، وكان قسيسا، يحظى باحترام العائلة.
جاءت معه إلى القاهرة عام 1919 ورافقتها ابنتهما الأولى أمينة ابنة الـ16 شهرًا، ثم أنجبت منه طفلاً آخرًا يدعى "مؤنس"، ولم تغادر سوزان مصر بعد رحيله، بل ظلت فى بيتهما، وتوفت عام 1989،عن عمر يناهز 94 عامًا.
رحل طه حسين في 28 أكتوبر عام 1973،وعندما توفي وثقت سوزات قصتهم الملحمية في كتاب "معك"، كتبته في البداية باللغة الفرنسية، ولكي يصل إلى القارىء العربي تم ترجمته، وصدرت النسخة المترجمة منه عام ١٩٧٩م.
كتبت سوزان بعد وفاته: "ذراعي لن تمسك بذراعك أبدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس، أريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وأمام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، أريد أن أرى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، أريد أن أرى من جديد ابتسامتك الرائعة".
الكاتب
سمر حسن
الخميس ٠٩ نوفمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا